(من المنافقين والكفار وأهل الكتاب وضعاف الإيمان من المسلمين)
الدكتور عثمان قدري مكانسي
المقدمة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إنه لمن الفضل الله تعالى عليّ أن الأخ الكريم الدكتور-طلال الدرويش- من لبنان يدرس معي اللغة العربية في ثانوية دبي، في الإمارات العربية المتحدة اقترح أن يكتب كل منّا موضوعا يفيد المسلمين، ويكون ذخرا له يوم القيامة.
كان اقتراحه مثار اهتمامي .. لكنْ ماذا أكتب، وأيَّ موضوع اختار؟.. وحين آذن الله تعالى بالأمر جاءت الفكرة دون عناء.. فقد قصدتُ المسجد الذي أصلي فيه منذ وطئت قدماي أرضَ الإمارات منذ ثلاثة عشر عاماً.
مسجد عمر بن الخطاب في الشارقة فإمامه الشيخ أحمد نصر حفظه الله، أكرمه الله بحفظ القرآن الكريم فآياته تجري على لسانه كما يجري المَعينُ العذب البارد متحدراً يدغدغ المشاعر ويشنف الآذان بأعذب الألحان وأفصح الألفاظ.. يحرص على تسلسل القراءة فيبدأ بسورة البقرة.. وينتهي في بضعة أشهر بسورة الناس.
وفي أواخر الشهر الماضي أكتوبر، تشرين الأول من عام خمسةٍ وتسعينَ وتسعِ مائةٍ وألف للميلاد كان يقرأ من سورة التوبة الآيات 56- 66.
{ وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58)}،
{ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُم ...(61)ْ} .
ومن عادتي منذ أكثر من أربعين سنة أنني أقرأ كل يوم جزءاً من القرآن الكريم، فقرَّ رأيي أن أقرأ الجزء المقرر كل يوم، وأعيِّنُ الآيات التي يَرِدُ فيها إيذاء المشركين واليهودِ وضعافِ الإيمانِ من المسلمين للنبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أعود إلى التفاسير أجمع منها صوراً توضح ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من إرهاق وإيذاء وعنَت صبَّه هؤلاء على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، فكان القدوةَ في تحمُّل الأذى والتصرف حياله، واللجوءِ أولا ً وأخيرا ً إلى الله تعالى فهو مانع رسول الله وهو عاصمه..
وهكذا كان.
وأنا إذ أقدم هذا الكتاب إلى الإخوة الأحباب أنبّه إلى أنني استعنت بعدة تفاسير على رأسها تفسير القرطبي "الجامع لأحكام القرآن"، و" في ظلال القرآن " للشهيد سيد قطب، وأذكر أنني نقلت صفحاتٍ من تفسير سيد قطب ونوَّهتُ إلى ذلك.. فليس المهم أن تكون الكتابة بأسلوبي- وستجده إن شاء الله أسلوبا أدبيا- أو هكذا أظن.. لكنَّ الأهم أن تصل الفكرة إليك مصوِّرة تصويراً واضحاً ما عرَض للرسول الكريم، فتكونَ نبراسا يقودك إلى التأسي به والسير على خطواته.. فهو سيدنا وقائدنا.
من التزم منهجه رشد، ومن اهتدى بهديه هُدِيَ إلى صراطٍ مستقيم.
والله من وراء القصد.
عثمان قدري مكانسي
1 /12 / 1995
طريقة العرض
1 - أكتب الآيات التي أبغي تناولها في رأس الموضوع.
2- القضايا المكررة أمثال التكذيب والافتراء والاستهزاء، والسحر تناولتها موضوعاً خاصاً لا علاقة له بحادثة معينة.
3- الحادثة الخاصة التي تتكرر في موضوعها مرةً أو مرتين تناولتها مرة واحدة، ونوهت إلى مكانها كحفظ الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم في سورة المائدة، وسورة يس.
يتبع
عدل سابقا من قبل Nabil48 في أغسطس 27th 2015, 12:14 pm عدل 1 مرات