المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
{أولئك الذين هدى الله, فبهداهم اقتده}.
يقول العبد الفقير إلى مولاه الغني به عما سواه أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني لطف الله به وحباه:
الحمد لله بجميع المحامد الأصلية القديمة والفرعية, فهو المحمود, وهو الحامد, لاختصاصه بنهاية الأحدية, الغني الكريم, الماجد القديم, الأزلي بلا بداية ولا أولية, الفرد الصمد, الواحد الباقي بلا نهاية ولا آخرية.
نحمده تعالى ونشكره على ما خوله وأولاه من أياديه الأبدية. ونستعينه سبحانه ونستنصره على سلوك طريق حضرته القدسية. ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له, المنزه عن الشريك والغيرية, المقدس عن الحلول والاتحاد وثبوت السوية. ونشهد أن سيدنا ومولانا محمداً رسوله ومصطفاه, المختص بالنزاهة الأصلية, من غير معاناة تخلية ولا تحلية, صلى الله عليه وسلم, وعلى آله وأصحابه وعترته وأحزابه, المنزهين عن الأخلاق الدنية, الموصوفين بمحاسن الأخلاق السنية.
أما بعد كل شيء وقبله: فأعظم الوسائل إلى الله سلوك طريق الأدب والتربية, وأقرب ما يوصل العبد إلى مولاه صحبة العارفين ذوي الهمم العالية والتربية النبوية, والتأدب بين يدي المشايخ: أهل النزاهة والتصفية, على اختلاف مقاماتهم وأحوالهم من: عبّاد, وزهاد, وفقراء, وصوفية, والبحث عن سيرهم وأحوالهم, والتأدب بآدابهم المرضية, والتحقق بأخلاقهم وشيمهم الزكية, وأجل من بحث عن سننهم الدارسة ومآثرهم السنية, الفقيه الصوفي ابن البنا السرقسطي في (مباحث الأصلية), فلله دره, لقد حرر فيه المعنى, وبين فيه المبنى, فبلغ فيه غاية القصد والمنى, بلفظ مختصر بديع, ونظم سلس رائق رفيع, بين فيه أصول الطريق, وأظهر فيه معالم التحقيق, فأردت بعون الله أن أضع عليه شرحا متوسطا, ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل. يبين المعنى, ويحقق المبنى, حملني عليه أمر شيخنا العارف الواصل المحقق الكامل سيدي محمد بن احمد البوزيدي الحسيني, فأجبت رغبته, وأسعفت طلبته, عسى أن ينتفع به الخاص والعام, فيكون معراجا وسلما لارتقاء درجة المعرفة على التمام, وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب, وحسبي الله ونعم الوكيل, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, وسميته (الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية) نسأل الله تعالى أن يفتح على من كتبه أو طالعه أو حصله أو سمعه أو اعتقده أو اتعظ بما فيه, فتحاً مبيناً, ظاهراً وباطناً, بمنه وكرمه وبجاه سيد الخلق سيدنا ومولانا محمد نبيه وحبه آمين.
وهذا أوان الشروع في المقصود, مستمداً من بحر الكرم والجود, صاحب المقام المحمود. والحوض المورود. واللواء المعقود, سيدنا ومولانا محمد المرسل إلى كل موجود. منبع العلوم والأنوار, ومفتاح خزائن المواهب والأسرار.
فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم
فما فتح على العارفين من المواهب والأسرار, إلا رشحات من رشحات النبي المختار, إذ منه انشقت الأسرار, وانفلقت الأنوار, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الأبرار.
وبعد هذا, صاحب الكتاب هو: الشيخ الفقيه الصالح الناصح أبو العباس احمد بن محمد بن يوسف التجيبي, المعروف بابن البنا (السرقسطي) بضم القاف: نسبة إلى سرقسط, بلدة بتخوم الجزيرة, كان أصل نسبه منها, ثم تقرر بفاس, وبها توفي, قال الشيخ زروق رحمه الله: لم أقف على تاريخ وفاته, غير أن الظن الغالب أنه قريب العهد, قال: ولم يكن مشهورا بالعلم, مع ما له فيه من القدم الراسخ الذي دل عليه كتابه, فعد من عجائب مدينة فاس, إذ كان من عامتها وألف, كابن أبي زرعة صاحب التاريخ.
كذا ذكر لي بعض عدول بلدنا عن صاحب له عدل.
قلت: وكم من عارف كبير بقي تحت أستار الخمول, حتى لقي الله تعالى, بل كلما عظم قدر العارف عند الله, خفي أمره على الناس, لأن الكنوز لا تكون إلا مدفونة, فإن ظهرت نهبت وتشتت أمرها وذهب سرها, وابن البنا هذا غير صاحب الحساب, فانه ابن البنا الصوفي, توفي بمراكش سنة إحدى وعشرين من القرن الثامن, كما ذكره صاحب (الجذوة).
روابط التحميل
http://file13.9q9q.net/Download/76421517/----------------------------.rar.html
رابط اخر
http://www.fileflyer.com/view/ltdHQCi
بسم الله الرحمن الرحيم
{أولئك الذين هدى الله, فبهداهم اقتده}.
يقول العبد الفقير إلى مولاه الغني به عما سواه أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني لطف الله به وحباه:
الحمد لله بجميع المحامد الأصلية القديمة والفرعية, فهو المحمود, وهو الحامد, لاختصاصه بنهاية الأحدية, الغني الكريم, الماجد القديم, الأزلي بلا بداية ولا أولية, الفرد الصمد, الواحد الباقي بلا نهاية ولا آخرية.
نحمده تعالى ونشكره على ما خوله وأولاه من أياديه الأبدية. ونستعينه سبحانه ونستنصره على سلوك طريق حضرته القدسية. ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له, المنزه عن الشريك والغيرية, المقدس عن الحلول والاتحاد وثبوت السوية. ونشهد أن سيدنا ومولانا محمداً رسوله ومصطفاه, المختص بالنزاهة الأصلية, من غير معاناة تخلية ولا تحلية, صلى الله عليه وسلم, وعلى آله وأصحابه وعترته وأحزابه, المنزهين عن الأخلاق الدنية, الموصوفين بمحاسن الأخلاق السنية.
أما بعد كل شيء وقبله: فأعظم الوسائل إلى الله سلوك طريق الأدب والتربية, وأقرب ما يوصل العبد إلى مولاه صحبة العارفين ذوي الهمم العالية والتربية النبوية, والتأدب بين يدي المشايخ: أهل النزاهة والتصفية, على اختلاف مقاماتهم وأحوالهم من: عبّاد, وزهاد, وفقراء, وصوفية, والبحث عن سيرهم وأحوالهم, والتأدب بآدابهم المرضية, والتحقق بأخلاقهم وشيمهم الزكية, وأجل من بحث عن سننهم الدارسة ومآثرهم السنية, الفقيه الصوفي ابن البنا السرقسطي في (مباحث الأصلية), فلله دره, لقد حرر فيه المعنى, وبين فيه المبنى, فبلغ فيه غاية القصد والمنى, بلفظ مختصر بديع, ونظم سلس رائق رفيع, بين فيه أصول الطريق, وأظهر فيه معالم التحقيق, فأردت بعون الله أن أضع عليه شرحا متوسطا, ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل. يبين المعنى, ويحقق المبنى, حملني عليه أمر شيخنا العارف الواصل المحقق الكامل سيدي محمد بن احمد البوزيدي الحسيني, فأجبت رغبته, وأسعفت طلبته, عسى أن ينتفع به الخاص والعام, فيكون معراجا وسلما لارتقاء درجة المعرفة على التمام, وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب, وحسبي الله ونعم الوكيل, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, وسميته (الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية) نسأل الله تعالى أن يفتح على من كتبه أو طالعه أو حصله أو سمعه أو اعتقده أو اتعظ بما فيه, فتحاً مبيناً, ظاهراً وباطناً, بمنه وكرمه وبجاه سيد الخلق سيدنا ومولانا محمد نبيه وحبه آمين.
وهذا أوان الشروع في المقصود, مستمداً من بحر الكرم والجود, صاحب المقام المحمود. والحوض المورود. واللواء المعقود, سيدنا ومولانا محمد المرسل إلى كل موجود. منبع العلوم والأنوار, ومفتاح خزائن المواهب والأسرار.
فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم
فما فتح على العارفين من المواهب والأسرار, إلا رشحات من رشحات النبي المختار, إذ منه انشقت الأسرار, وانفلقت الأنوار, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الأبرار.
وبعد هذا, صاحب الكتاب هو: الشيخ الفقيه الصالح الناصح أبو العباس احمد بن محمد بن يوسف التجيبي, المعروف بابن البنا (السرقسطي) بضم القاف: نسبة إلى سرقسط, بلدة بتخوم الجزيرة, كان أصل نسبه منها, ثم تقرر بفاس, وبها توفي, قال الشيخ زروق رحمه الله: لم أقف على تاريخ وفاته, غير أن الظن الغالب أنه قريب العهد, قال: ولم يكن مشهورا بالعلم, مع ما له فيه من القدم الراسخ الذي دل عليه كتابه, فعد من عجائب مدينة فاس, إذ كان من عامتها وألف, كابن أبي زرعة صاحب التاريخ.
كذا ذكر لي بعض عدول بلدنا عن صاحب له عدل.
قلت: وكم من عارف كبير بقي تحت أستار الخمول, حتى لقي الله تعالى, بل كلما عظم قدر العارف عند الله, خفي أمره على الناس, لأن الكنوز لا تكون إلا مدفونة, فإن ظهرت نهبت وتشتت أمرها وذهب سرها, وابن البنا هذا غير صاحب الحساب, فانه ابن البنا الصوفي, توفي بمراكش سنة إحدى وعشرين من القرن الثامن, كما ذكره صاحب (الجذوة).
روابط التحميل
http://file13.9q9q.net/Download/76421517/----------------------------.rar.html
رابط اخر
http://www.fileflyer.com/view/ltdHQCi