من طرف زهير حرزالله أبريل 28th 2008, 5:47 pm
عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياماً أربعين سنة ، شاخصة أبصارهم ، ينتظرون فصل القضاء " . قال : " وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي ، ثم ينادي مناد : أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، أن يولي كل أناس منكم ما كانوا يعبدون في الدنيا ، أليس ذلك عدلاً من ربكم ؟ " . قالوا : بلى ، قال : " فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ، ويقولون ويقولون في الدنيا " . قال : " فينطلقون ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون ، فمنهم من ينطلق إلى الشمس ، ومنهم من ينطلق إلى القمر والأوثان من الحجارة وأشباه ما كانوا يعبدون " . قال : " ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ، ويمثل لمن كان يعبد عزيراً شيطان عزيز ، ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته " . قال : " فيتمثل الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول : ما لكم لا تنطلقون كانطلاق الناس ؟ فيقولون : إن لنا لإلهاً ما رأيناه ، فيقول : هل تعرفونه إن رأيتموه ؟ فيقولون : إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناها ، قال : فيقول : ما هي ؟ فتقول : يكشف عن ساقه " . قال : " فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخر كل من كان نظره ، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون ، وقد كانوا يدعون إلى السجود وهو سالمون ، ثم يقول : ارفعوا رؤوسكم ، فيرفعون رؤوسهم ، فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم ، فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه ، ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ، ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده ، ومنهم من يعطى أصغر من ذلك ، حتى يكون آخرهم رجلاً يعطى نوره على إبهام قدميه يضيء مرة ويطفأ مرة ، فإذا أضاء قدم قدمه وإذا طفئ قام " قال : " والرب تبارك وتعالى أمامهم حتى يمر في النار فيبقى أثره كحد السيف " . قال : " فيقول : مروا ، فيمرون على قدر نورهم ، منهم من يمر كطرفة العين ، ومنهم من يمر كالبرق ، ومنهم من يمر كالسحاب ، ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب ، ومنهم من يمر كالريح ، ومنهم من يمر كشد الفرس ، ومنهم من يمر كشد الرحل ، حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يجثو على وجهه ويديه ورجليه تخر يد وتعلق يد وتخر رجل وتعلق رجل ، وتصيب جوانبه النار ، فلا يزال كذلك حتى يخلص ، فإذا خلص وقف عليها فقال : الحمد لله فقد أعطاني الله ما لم يعط أحداً إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها " . قال : " فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة ، فيغتسل فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم ، فيرى ما في الجنة من خلل الباب ، فيقول : رب أدخلني الجنة ، فيقول الله : أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار ؟ فيقول : رب اجعل بيني وبينها حجاباً لا أسمع حسيسها " . قال : " فيدخل الجنة ويرى أو يرفع له منزل أمام ذلك ، كأن ما هو فيه إليه الحلم ، فيقول : رب أعطني ذلك المنزل ، فيقول له : لعلك إن أعطيتكه تسأل غيره ، فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره ، وأنى منزل أحسن منه ؟ فيعطى فينزله ، ويرى أمام ذلك منزلاً كأن ما هو فيه إليه حلم ، قال : رب أعطني ذلك المنزل ، فيقول الله تبارك وتعالى : فلعلك إن أعطيتكه تسأل غيره ، فيقول : لا وعزتك يا رب ، وأنى منزل يكون أحسن منه ؟ فيعطاه وينزله ، ثم يسكت فيقول الله جل ذكره : ما لك لا تسأل ؟ فيقول : رب قد سألتك حتى قد استحييتك ، وأقسمت حتى استحييتك ، فيقول الله جل ذكره : ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه ؟ فيقول : أتهزأ بي وأنت رب العزة ؟ فيضحك الرب تبارك وتعالى من قوله . قال : فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن قد سمعتك تحدث هذا الحديث مراراً ، كلما بلغت هذا المكان ضحكت ! قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث هذا الحديث مراراً ، كلما بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه . قال : " فيقول الرب جل ذكره : لا ولكني على ذلك قادر ، سل . فيقول : ألحقني بالناس ، فيقول : الحق بالناس ، قال : فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة ، فيخر ساجداً فيقال له : ارفع رأسك ما لك ؟ فيقول : رأيت ربي - أو ترأءى لي ربي - فيقال له : إنما هو منزل من منازلك . قال : " ثم يلقى رجلاً فيتهيأ للسجود له ، فيقال له : مه ، فيقول : رأيت أنك ملك من الملائكة ، فيقول : إنما أنا خازن من خزائنك وعبد من عبيدك تحت يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه " قال : " فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر " . قال : " وهو من درة مجوفة ، سقائفها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها ، تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء ، فيها سبعون باباً ، كل باب يفضي إلى جوهرة خضراء مبطنة ، كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى ، في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف ، أدناهن حوراء عيناء ، عليها سبعون حلة ، يرى مخ ساقها من وراء حللها ، كبدها مرآته وكبده مرآتها ، إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفاً عما كانت قبل ذلك فيقول لها : والله لقد ازددت في عيني سبعين ضعفاً ، وتقول له : وأنت ازددت في عيني سبعين ضعفاً ، فيقال له : أشرف ، فيشرف فيقال له : ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك " . قال : فقال عمر : ألا تسمع ما يحدثنا ابن أم عبد يا كعب عن أدنى أهل الجنة منزلاً ؟ فكيف أعلاهم ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، إن الله جل ذكره خلق داراً جعل فيها ما شاء من الأزواج والثمرات والأشربة ، ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه لا جبريل ولا غيره من الملائكة ، ثم قال كعب : {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} . قال : " وخلق دون ذلك جنتين ، وزينهما بما شاء ، وأراهما من شاء من خلقه ، ثم قال : من كان كتابه في عليين نزل في تلك الدار التي لم يرها أحد ، حتى إن الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه فلا تبقى خيمة من خيم الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه ، فيستبشرون لريحه فيقولون : واهاً لهذا الريح ، هذا ريح رجل من أهل عليين قد خرج يسير في ملكه " . قال : ويحك يا كعب إن هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها ، فقال كعب : إن لجهنم يوم القيامة لزفرة ، ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر لركبتيه ، حتى إن إبراهيم خليل الله ليقول : رب نفسي نفسي ! حتى لو كان لك عمل سبعين نبياً إلى عملك لظننت أن لا تنجو وفي رواية : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقوم الناس لرب العالمين أربعين سنة شاخصة أبصارهم ، ينتظرون فصل القضاء " . قال : فذكر مثل حديث زيد بن أبي أنيسة . ** رواه كله الطبراني من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة .